يظلمون موهبتهم لتحقيق حضور فني مكثف

يظلمون موهبتهم لتحقيق حضور فني مكثف...
أبو عوف وبدر وراتب ولبيب... نجوم أم تجار شنطة!

يصرّ أصحاب المواهب الفنية الكبيرة في مصر على التعامل مع الفن بوصفه «سبوبة» على غرار ما يفعل الباعة الجوالون على أرصفة القاهرة، فيوافقون على أي دور يعرض عليهم بغض النظر عن نوعية العمل الذي سيظهرون فيه أو شكل الدور، المهمّ تحقيق حضور فحسب حتى لو تسبّب ذلك في «حرقهم» فنياً عبر أعمال تسحب من رصيدهم ولا تضيف إليهم.

سوسن بدر على رأس النجمات الموهوبات اللواتي يظلمن موهبتهن باختيارات لا معنى لها، فهي لا ترفض أي دور يعرض عليها إلا في حالات نادرة وتكاد تكون القاسم المشترك في معظم أفلام الموسم السينمائي الحالي، إذ تشارك في «الفرح»، «إحكي يا شهرزاد»، «المشتبه»، «إبراهيم الأبيض» و{بدل فاقد»، كذلك هي شريك أساسي في مسلسلات رمضان من بينها: «الرحايا.. حجر القلوب» لنور الشريف، «هانم بنت باشا» لحنان ترك، «ليالي» مع زينة، «هالة والمستخبي» مع ليلى علوي، بالإضافة إلى مسلسل «قلب الخطر» إنتاج صوت القاهرة، الجزء الثالث من «الدالي» الذي تم تأجيله لرمضان في العام المقبل، كذلك تشارك في الجزء الثاني من ست كوم «شريف ونص» مع شريف رمزي.

تؤكد سوسن بدر أن مصطلح «تجارة الشنطة» أو التعامل مع الفن بوصفه «سبوبة»، لا ينطبق عليها طالما أنها تختار أعمالها بدقة، أما الخطأ فوارد وقد لا تكون اختيارات الفنان سليمة كلها، لذا من المنطقي أن يخيب أمله أحيانا وهو ليس عيباً في نظرها.

هدر الموهبة

مع أنه في الأصل فنان كوميدي وتراجيدي من الدرجة الأولى ويتمتع بموهبة تؤهله تقديم كل الأدوار بجدارة، إلا أن الفنان أحمد راتب يصرّ على قتل هذه الموهبة من خلال الموافقة على أي عمل يعرض عليه بغض النظر عن مدى ملاءمته لموهبته، لتحقيق حضور كثيف على الشاشتين التلفزيونية والسينمائية.

هذا الموسم يشارك راتب في بطولة مجموعة من المسلسلات من بينها: «إحسان وتحسين» مع محمد شومان، الجزء الثاني من ست كوم «شريف ونص»، الجزء الثاني من مسلسل «المصراوية»، «العمدة هانم» مع صابرين، «إسماعيل ياسين» مع أشرف عبد الباقي.

يرفض راتب هذا الاتهام ويؤكد أنه يحافظ على موهبته ولا يهدرها بأي حال من الأحوال، يقول: «عندما ابتعدت فترة طويلة عن السينما سألني الجمهور: أين أنت؟ وعندما عدت إليها سألني النقاد عن سبب هذا الحضور المكثف».

يضيف راتب: «لا أرى أن حضوري الفني مكثف، فأنا حريص على اختيار الدور المناسب في الوقت المناسب، أما مواعيد عرض الأعمال الفنية فهي ليست مسؤوليتي ولا يجب أن أحاسب عليها».

مبررات

من جهتها تشارك رجاء الجداوي في مسلسلات رمضانية عدة هذا العام من بينها: «بشرى سارة» لميرفت أمين، «متخافوش» لنور الشريف، «ابن الأرندلي» ليحيى الفخراني، «هانم بنت باشا» لحنان ترك، ما يعني أنها داخل قائمة «تجار الشنطة»، فهي تفضّل أن تحقق حضوراً في أي عمل وفي كل وقت ومن دون تمييز، حتى وإن كان دورها لا تأثير له ضمن الأحداث كما في فيلم «بوبوس» الذي يعرض حالياً، يبدو أنها وافقت عليه حتى لا تقول للزعيم «لا».

بدوره لا يترك عزت أبو عوف مناسبة من دون أن يظهر فيها على الشاشة سواء في السينما أو التلفزيون، فهو شريك أساسي في معظم مسلسلات 2009 من بينها «كريمة كريمة» لماجدة زكي ومي كساب، «ليالي» لزينة، «ليلى مراد» إنتاج إسماعيل كتكت وغيرها من المسلسلات.

يعترف أبو عوف أن حاجته إلى المال من أهم اسباب هذا الحضور المكثف، لكن لا يعني هذا الأمر أنه يوافق على أي دور يعرض عليه بل يختار ما يناسبه ويليق بخبرته الفنية.

محمود حميدة هو الآخر أصبح جاهزاً لتقديم أي دور وفي أي وقت بعد نجاحه في أداء دور الأب في فيلم «آسف على الإزعاج» ما يعني أنه قد ينضم قريباً إلى قائمة النجوم الذين يظلمون موهبتهم الفنية لتحقيق الحضور على الساحة الفنية.

يشارك حميدة هذا الموسم في بطولة أفلام ثلاثة دفعة واحدة: «يوم ما اتقابلنا»، «دكان شحاتة»، «احكي يا شهرزاد»، ويجهز حالياً لمجموعة أخرى من الأفلام.

أخيراً وليس آخراً يبقى لطفي لبيب الذي حلّ محل حسن حسني بعد انسحاب الأخير من الساحة لرغبته في تقديم البطولات السينمائية، وهو نفس ما حدث مع عبلة كامل التي تركت الساحة خالية وأتاحت الفرصة لظهور وجوه سينمائية في المرحلة العمرية نفسها على رأسها هالة فاخر، التي أصبحت بدورها ماركة مسجلة في الأفلام والمسلسلات.

حرق الفنان

تؤكد سلوى خطاب أنها ضد الانتشار المكثف ليس لأنه يحرق الفنان لكن لا تجد أعمالا جيدة تشعل حماستها لتقديمها. عن أحدث أفلامها «أيام صعبة» تقول سلوى: «صحيح أن العمل الفني من اختياري لكني لست مسؤولة عن ظهوره بهذ الشكل، فهي مهمة المخرج. أنا دقيقة في اختياراتي بدليل ابتعادي عن السينما أربع سنوات بعد فيلم الساحر».