5 خطوات...
لتتصالحي مع نفسك!إذا كنتِ تخجلين من جسمك، يمكننا مساعدتكِ في التخلّص من شكوكك ومخاوفك. إليكِ خطّة فاعلة تتألّف من خمس خطوات للتصالح مع جسمك!
عادةً ما تظهر مخاوفنا وقلّة ثقتنا بنفسنا في الصيف تحديداً. فقد نشعر بالقلق والتوتر لفكرة ارتداء الملابس الصيفيّة ومقابلة أشخاص جدد لأننا نقنع أنفسنا بأننا أسمن من اللزوم، وبالتالي أقلّ جاذبيّة. ماذا لو كانت ملابسنا أضيق من اللازم؟ ماذا لو عجزنا عن التكلم في أي موضوع مثير للاهتمام خلال إحدى المناسبات الاجتماعية؟ ماذا لو أحرجنا أنفسنا؟ قد تدفعنا هذه المخاوف كلّها إلى ملازمة المنزل وانتظار انتهاء الصيف بفارغ الصبر!
إذا كنتِ لا تثقين أصلاً بجمال شكلك أو رشاقة جسمك، قد يأتي الصيف لينسف ثقتك بنفسك كليّاً. لكن يمكنكِ تغيير الوضع! سبق وكنتِ واثقة بنفسك، يمكنكِ تجديد هذه الثقة إذاً!
نولد جميعاً ونحن نتمتّع بثقة كبيرة بأنفسنا. فلا نرى مثلاً أيّ مولود جديد يختبئ من نظرات الإعجاب التي يرمقه بها أفراد العائلة والأصدقاء! لكن مع مرور الوقت، تتسرّب الشكوك إلينا، وقد يقودنا ذلك إلى أفكار وسلوكيّات مدمِّرة. يكمن الحلّ في استعادة الثقة بالنفس... الأمر أسهل مما تتصوّرين!
1 - غيّري محور حياتك
تنبع الثقة الحقيقيّة من الطريقة التي تنظرين بها إلى نفسك. لكنك تميلين في معظم الوقت إلى التركيز على نظرة الآخرين إليك. فتتفادين مثلاً ارتداء الملابس الرائجة لأنك تخشين أن يعتبرك الناس سمينة. وتتجنّبين إقامة صداقات أو علاقات اجتماعية أو عاطفيّة جديدة خوفاً من التعرّض للصدّ والرفض.
هل تبدو لكِ هذه المواقف مألوفة؟ تقضي القاعدة الأولى لاسترجاع الثقة بالنفس بالتركيز على أفكارك ومعتقداتك الخاصّة بدل التركيز على نظرة الناس. بما أنّ أكثر ما نحتاج إليه هو تقبّل الآخر لنا، وأكثر ما نخشاه هو التعرض للرفض، يتجنّب معظمنا هذا الألم من خلال تفادي الوقوع في مواقف مماثلة، كالامتناع عن التكلّم مع شخص يعجبنا خوفاً من ألاّ يبادلنا الشعور. لكن من أهمّ الدروس التي يمكن تعلّمها، عدم الخوف من الرفض، فالمخاطرة الوحيدة في الحياة هي عدم أخذ المخاطرة.
كذلك، قد يتحوّل عزل الذات عن العالم إلى حلقة مفرغة. إذا كنتِ تفتقرين إلى الثقة بشكل جسمك مثلاً، تميلين إلى الإفراط في الأكل للشعور بالتحسّن، في محاولة لاستعادة الشعور بالأمان الذي كان ينتابك في طفولتك. نتيجةً لذلك، تتكدّس الكيلوغرامات وينتهي بك الأمر بفقدان الثقة بنفسكِ، فتميلين إلى عزل نفسك أكثر فأكثر. لكن تذكّري أن لا أحد يهتمّ بشكلك بقدر ما تفعلين أنتِ، و{العيوب» التي ترينها في نفسك موجودة في رأسك فحسب، ويصعب أن يلاحظها الآخرون. كلّ ما يمكنكِ فعله إذاً هو تغيير الطريقة التي تنظرين فيها إلى نفسك.
2 - فكِّري بإيجابيّة
حان الوقت الآن للتطرّق إلى طريقة التفكير بنفسك. إذا كنتِ تفتقرين إلى الثقة، فهذا يعني أنك لا تحبّين نفسك كثيراً، وإلا لِماذا تستمرين بإحباطها؟ إذا كنت مقتنعة بأنك سمينة وغير جذّابة أو مملّة جداً، ستبدئين بتصديق ذلك والتصرّف على هذا الأساس. لكن إذا أعطاك صديقٌ ما هذه الملاحظة طوال الوقت، ستتخلّصين منه، أليس كذلك؟
أول ما يجب تعلّمه للشعور بالثقة هو أن تحبّي نفسك كما أنتِ. حين تفعلين ذلك، ستلاحظين أن الآخرين سيقبلونك أيضاً. يتعلّق الأمر ببساطة بتغيير طريقة الكلام الذي توجّهينه الى نفسك. بدل الشعور بالذنب لعدم إمضاء ساعة كاملة في النادي الرياضي، كوني سعيدة لأنك استطعتِ تخصيص نصف ساعة للرياضة. هنّئي نفسك على كلّ شيء إيجابيّ تقومين به. لا تستطيعين التحكّم بطريقة تفكير الآخرين، لكن يمكنك دائماً التحكّم بنفسك.
لتعزيز ثقتكِ بنفسكِ، تساهلي مع نفسك، ويأتي كلّ شيء آخر تلقائيّاً. أصغي إلى صوتك الداخلي، وتوقّفي عن التعامل بقساوة مع نفسك. تذكّري أنّ الثقة بالنفس من دون أيّ موهبة توصلك إلى النجاح في حياتك، لكن العكس لن توصلك إلى أيّ مكان.
إذا كنت تجدين صعوبة في التفكير بإيجابيّة، ينصحك الخبراء بتدوين لائحة بكلمات الإطراء التي سمعتها في حياتك، في مكان العمل، أو في المنزل، أو في حياتك الاجتماعيّة. ضعي الورقة على مرآتك لتذكّرك بالأمور الجميلة فيك.
لا تقلقي من أن تظهري بصورة المغرورة إذا بدأتِ تحبّين نفسك. الفارق كبير بين الثقة بالنفس والغرور. يشرح علماء النفس أن الأشخاص المغرورين لا يحبّون أنفسهم. فهم يسترسلون بالكلام عن مزاياهم في محاولة لإقناع أنفسهم بأنّهم الأفضل. في المقابل، يتمتّع الأشخاص الواثقون بأنفسهم بثقة هادئة، فيتصرّفون ويتكلمون عند الحاجة. لا تحتاجين إلى إخبار الجميع عن مدى ثقتك بنفسك. سينعكس ذلك في تصرّفاتك الإيجابيّة.
3- لا تسعي الى الكمال
تقضي الخطوة التالية بالاعتراف بأنّ أحداً ليس كاملاً، بما في ذلك أنتِ! من أهمّ الكلمات التي ستسمعينها في حياتك، تلك التي تقولينها لنفسك وتصدّقينها. توقفي إذاً عن إحباط نفسك لأنك إنسان غير معصوم عن الخطأ. تكمن الطريقة الوحيدة للتقدم وتحسين الحياة في ارتكاب الأخطاء والتعلّم منها.
إذا كنتِ تلومين نفسك باستمرار على الفشل في تحقيق أهدافك، ربما عليكِ التفكير بتغيير أهدافك. لا يعني ذلك أنك لا تستطيعين العمل على تحقيق أحلامك، بل على العكس من ذلك. لكن عليكِ مكافأة نفسك لما استطعتِ تحقيقه في رحلة السعي هذه. إذا كنتِ تخططين لفقدان عشرة كيلوغرامات قبل حلول فترة العيد، لكنك لم تنجحي إلا بخسارة كيلوغرامين مثلاً، فهذا لا يُعدّ فشلاً، بل تستحقّين التهنئة لإحراز تقدّم ولو بسيط.
إذا كنتِ تسعين إلى الكمال، فأنتِ تدخلين في سباق لا يمكن الفوز به. لن تصلي أبداً إلى خط النهاية لأنه سيظلّ دوماً بعيداً عن متناولك. الأشخاص الذين يسعون إلى الكمال هم الأكثر تعاسةً في العالم. لا تنسي أنّ السعادة لا تتعلّق بالمظاهر بل بالمشاعر. فقد تبدو لكِ عارضات الأزياء مثلاً مثاليّات، لكن تأكّدي أنهنّ لا يشعرن بالكمال أبداً.
4 - اختاري كلماتك
بعد تغيير نظرتك إلى نفسك وإلى الآخرين، تعلّمي كيفيّة تغيير الكلمات التي تستعملينها لوصف التحديات التي تواجهك والمحيط من حولك. لا تستعملي كلمات تحمل معاني عاطفيّة سلبيّة أو تعطيك صورة سلبيّة عن الوضع الذي تعيشينه. كلّما كانت تلك الكلمات سلبيّة، كلّما تملّكتك مشاعر سلبيّة من الموقف الذي تواجهينه.
إذا أقنعتِ نفسك وأخبرتِ الآخرين أن التمارين الرياضية التي تمارسينها أو المقابلات التي ستجرينها ستكون «كابوساً مرعباً»، يزيد احتمال أن تتحوّل هذه التجارب إلى مواقف صعبة بحقّ. باختصار، الكلمات السلبيّة تجعلكِ شخصاً سلبيّاً. نتيجةً لذلك، تتدهور ثقتك بنفسك. لكن إذا استبدلتِ عبارة «أشعر بالخوف» بعبارة «أشعر بالحماس» أو «يمكنني تدبّر أمري»، ينعكس ذلك في ردّة فعل إيجابيّة على مستوى العقل والجسد. حاولي ألا تبالغي: عادةً ما تكون المواقف التي نَصِفُها بالكابوس مجرّد تحدٍّ صعب أو مصدر إزعاج. خفّفي إذاً من نزعتك الدراميّة في رؤية الأمور وتمّمي العمل المطلوب منكِ.
5 - آمني بنفسك
حين تنجحين في التحكّم بثقتك بنفسك، تجري الأمور تلقائياً على خير ما يُرام. إذا كنتِ تؤمنين بقدرتك على المشاركة في جميع المناسبات الاجتماعيّة برأس مرفوع، ستقابلين على الأرجح أشخاصاً جدداً وستكوّنين صداقات جديدة، ما يعني توافر فرص كثيرة أمامك.
بعد تعلّم كيفيّة حبّ الذات، تصبحين أكثر حرصاً على الاعتناء بنفسك. لا عودة إلى الإفراط في الأكل للتعويض عن النقص العاطفيّ مثلاً، لأنك تقضين الآن أوقاتاً ممتعة لا تعطيك فرصة التفكير بأطايب الطعام من جهة، ولأنك صرتِ تحرصين على الاعتناء بجسمك من جهة أخرى. لقد تحطّمت الحلقة المفرغة، واستُبدلت بعادات صحيّة.
غير أنّ الثقة بالنفس لا تعني أنّ الأمور كلّها ستؤول إلى الأفضل من الآن فصاعداً. لكنها تعني أنكِ ستكونين أكثر جهوزيّة للتكيّف مع المواقف التي تواجهينها. يعود القرار لكِ في التركيز على سلبيّات الأمور أو تخطّيها ببساطة. إذا لم تحصلي مثلاً على ترقية في العمل، ستتمكّنين من توظيف الوضع المُحبِط لصالحك، للاستفادة منه مستقبلاً.
لا يعني مفهوم النجاح «عدم الفشل أبداً». بل هو إمكان تخطّي الفشل واستعادة مسار حياتنا الصحيح. الثقة بالنفس موهبة طبيعيّة تولد معنا، كغيرها من المواهب. كلّما تمرّنتِ عليها، تزداد صلابةً!
10 نصائح لتحبّي نفسك كما يجب...
إليكِ طرقاً سريعة وبسيطة ينصح بها علماء النفس لتعزيز الثقة بالنفس...
1. أحبّي نفسك: سيحبّك الآخرون بقدر ما تحبين نفسك.
2. لا تسعي إلى الكمال. فهو نزعة غير واقعيّة وهدف لا يمكن تحقيقه.
3. اكتشفي ما تحبّين القيام به وافعليه من دون تردد. لا يمكنك النجاح في ما تقومين به إلا إذا كنتِ تحبّينه.
4. حدّدي أهدافاً واقعية ومنطقيّة، واعملي على تحقيقها.
5. أظهري اهتمامك بالآخرين. التعامل بلطف مع الآخر يعطي شعوراً بالسعادة.
6. عبّري عن ألمك بأسرع وقتٍ ممكن. لا تترددي بإخبار الشخص الذي أذاك بأنه جرح مشاعرك.
7. فكّري يومياً بالأمور الإيجابيّة في حياتك. إذا أردتِ، دوّنيها على ورقة واحتفظي بها.
8. استعملي عبارات «سأختار...» أو «لن أختار...». أظهرت الدراسات أنّ الأشخاص الناجحين والواثقين بأنفسهم لا يقولون أبداً «أستطيع» أو «لا أستطيع».
9. تناولي يوميّاً مأكولات غنيّة بهرمون السعادة، السيروتونين. يعزّز الموز، البيض، الحبش، والبلح، إفراز هرمونات السعادة.
10. تواصلي مع الآخرين! يساهم التواصل وتبادل المشاعر في إفراز هرمون أوكسيتوسين الذي يخلق صلة وثيقة بينكِ وبين الآخر ويشعرك بأنك أعطيتِ انطباعاً إيجابيّاً.
موضوع: خطوات لتتصالحي مع نفسك 
الخميس يونيو 18, 2009 12:02 pm
